علاقة الآية بما قبلها : الرد الثاني: لو جعلنا الرسول من الملائكة -كما اقترحوا- لكانت الحكمة تقتضى أن نجعله في صورة بشر؛ ليتمكنوا من رؤيته، ومن سماع كلامه الذي يبلغه عن الله، وفي هذه الحالة سيقولون لهذا الملك المرسل إليهم في صورة بشر: لست ملكًا؛ لأنهم لا يدركون منه إلا صورته وصفاته البشرية التي تمثل بها، وحينئذ يقعون في نفس اللبس والاشتباه الذي يلبسونه على أنفسهم باستنكار جعل الرسول بشرًا، فقال تعالى:
﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ﴾