قوله تعالى : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بما أَنْزَلَ الله فِيهِ } قال أبو بكر : فيه دلالة على أنّ ما لم يُنْسَخْ من شرائع الأنبياء المتقدمين فهو ثابتٌ ، على معنى أنه صار شريعة للنبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بما أَنْزَلَ الله فِيهِ } ، ومعلوم أنه لم يُرِدْ أمْرَهُمْ باتِّباع ما أنزل الله في الإنجيل إلا على أنهم يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه صار شريعة له ؛ لأنهم لو استعملوا ما في الإنجيل مخالفين للنبي صلى الله عليه وسلم غير متَّبعين له لكانوا كفاراً ، فثبت بذلك أنهم مأمورون باستعمال أحكام تلك الشريعة على معنى أنها قد صارت شريعةً للنبي عليه السلام .