قوله تعالى : { وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فاتَّبِعُوهُ } الآية ؛ فإني المراد بالصراط الشريعة التي تَعَبَّد الله بها عبادَهُ ؛ والصراط هو الطريق ، وإنما قيل للشرع الطريق لأنه يؤدّي إلى الثواب في الجنة فهو طريق إليها وإلى النعيم ، وأما سبيل الشيطان فطريق إلى النار أعاذنا الله منها . وإنما حاز الأمر باتّباع الشرع بما يشتمل عليه من الوجوب والنفل والمباح كما جاز الأمر باتّباعه مع ما فيه من التحليل والتحريم ؛ وذلك لأن اتباعه إنما هو اعتقاد صحته على ترتيبه من قُبْحِ المحظور ووجوب الفرض والرغبة في النفل واستباحة المباح والعمل بكل شيء من ذَلك على حسب مقتضى الشرع له من إيجاب أو نفل أو إباحة .