باب من فرّط في زكاة ماله
قال الله تعالى : { وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ } الآية .
رَوَى عبدالرزاق قال : حدثنا سفيان عن أبي حباب عن أبي الضحى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ تَجِبُ فيه الزّكَاةُ ومَالٌ يُبْلِغُهُ بَيْتَ الله ثُمَّ لم يَحُجَّ ولم يُزَكِّ سَأَلَ الرّجْعَةَ " ، وتلا قوله تعالى : { وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ } الآية ؛ وقد رُوي ذلك موقوفاً على ابن عباس . إلا أن دلالة الآية ظاهرة على حصول التفريط بالموت ؛ لأنه لو لم يكن مفرّطاً ووجب أداؤها من ماله بعد موته لكانت قد تحوّلت إلى المال فلزم الورثة إخراجها ، فلما سأل الرجعة علمنا أن الأداء فائتٌ وأنه لا يتحول إلى المال ولا يؤخذ من تركته بعد موته إلا أن يتبرع به الورثة .