بعد هذا التحذير الشديد يأمر الله تعالى بالإنفاق في سبيله حيث يقول: ( وأنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق وأكن من الصالحين ){[5297]} .
والأمر بالإنفاق هنا يشمل كافّة أنواع الإنفاق الواجبة والمستحبّة ،رغم قول البعض بأنّها تعني التعجيل في دفع الزكاة .
والطريف أنّه جاء في ذيل الآية ( فأصدّق وأكن من الصالحين ) لبيان تأثير الإنفاق في صلاح الإنسان ،وإن فسّره البعض بأنّه أداء «مراسم الحجّ » كما عبّرت بعض الروايات عن نفس هذا المعنى فهو من قبيل ذكر المصداق البارز .
وأراد القرآن أن يلفت الأنظار إلى أنّ الإنسان لا يقول هذا الكلام بعد الموت ،بل عند الموت والاحتضار ،إذ قال: ( من قبل أن يأتي أحدكم الموت ) .
وقال ( ممّا رزقناكم ) ليؤكّد أنّ جميع النعموليس الأموال فقطهي من عند الله ،وأنّها ستعود إليه عمّا قريب ،فلا معنى للبخل والحرص والتقتير .
/خ11