قوله تعالى : { وإذَا حُييتُمْ بِتَحِيةٍ فَحَيوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }{[985]} الآية [ 86 ] : ذكر الرازي أن في هذه الآية دلالة أن من ملك غيره شيئاً بغير بدل فأراد الرجوع فيه ، فله ذلك ، ما لم يثبت منه ، وإذا وهب لغير ذي رحم ، فله الرجوع ما لم يثبت ، ومتى أثبت فلا رجوع له فيها .
وهذا الاستنباط ركيك جداً ، فإن في التحية ليس يرد تلك التحية ، ولا إن ردها متصور ، ولا أنه يمكن الرجوع فيها ، وإنما قوله : { أَوْرُدُّوهَا } أي ردوا مثلها ؛ فإن التحية في قضية العرف طلب الجواب فإذا لم يجب ، كان إيحاشاً ، وأما الهبة فإنها تبرع ، فلو اقتضت عوضاً خرجت عن كونها تبرعاً ، بل كان معاوضاً ، وليس جواب التحية بأحسن منها ، أو مثلاً مخرجاً للتحية عن موضعها .