قوله تعالى : { والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا } :
سببها أنه لما مات بالمدينة عثمان بن مظعون {[9855]} وأبو سلمة بن عبد الأسد {[9856]} اختلف الناس في المقتول والميت في سبيل الله . فقال بعضهم المقتول أفضل . فنزلت الآية مسوية بينهم في الفضل . وقد اختلف العلماء في ذلك ، فذهب قوم إلى أنهما سواء في الفضل واحتجوا بالآية . قال بعضهم وظاهر الشريعة أن المقتول أفضل وليست الآية قاضية بتساويهم في الفضل . وقال بعضهم هما شهيدان ولكن للمقتول مزية ما أصابه في ذات الله تعالى . ومما يعضد القول الأول أن فضالة {[9857]} كان أميرا برودس على ربع من الأرباع فخرج بجنازتي رجلين أحدهما قتيل والآخر متوفى فرأى ميل الناس مع جنازة القتيل فقال أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل وتفضلونه ، فوالذي نفسي بيده ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت اقرأوا قوله تعالى : { والذين هاجروا في سبيل الله } {[9858]} .