– قوله تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك . . . . } إلى قوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } :
لما كانت عادة العرب التبذل في الاحتجاب وكن يكشفن وجوههن كما تفعل ا
لإماء وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجل إليهن أمر الله رسوله أن يأمرهن بإدناء الجلابيب ليقع بسترهن الفرق بين الحرائر والإماء فيعرف الحرائر بسترهن . وروي أنه كان في المدينة قوم يجلسون على الطريق لرؤية النساء ومعارضتهن فنزلت الآية . وقال الحسن وأبو مالك : كان النساء يخرجن في حاجاتهن بالليل فيظن المنافقون أنهن إماء فيؤذونهن فنزلت الآية . والجلباب ثوب أكبر من الخمار ، وقيل هو الرداء . واختلف في صورة إدنائه ، فقال ابن عباس وعبيدة السلماني : ذلك أن تلوية المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها . وقال ابن عباس أيضا وقتادة ذلك أن تلويه حتى لا يظهر إلا عيناها . وقال الحسن ذلك أن تغطي نصف وجهها .
وقوله : { ذلك أدنى أن يعرفن } :
أي يفرق بين الحرائر والإماء فإذا عرفن لم يقابلن بأذى من المعارضة مراقبة لمرتبة الحرية . وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي . وقال بعضهم كان بالمدينة إماء يعرفن بالسوء من المذاهب وكان السفهاء ربما تعرضوا لهن وربما ظنوا الحرة أمة فعبثوا بها فأنزل الله تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك . . . . } الآية وذلك قبل نزول الحجاب {[10405]} . وكان عمر إذا رأى أمة قد تقنعت قنعها بالدرة محافظة على زي الحرائر .