– قوله تعالى : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم } :
وقرأ بعضهم {[10495]} { إلى السلم } والمعنى واحد على المشهور من القول . وقال بعض من كسر السين إنه بمعنى الإسلام أي لا تهنوا وتكونوا داعين إلى الإسلام فقط غير مقاتلين بسببه . والقول المشهور في كسر السين وفتحها أنه بمعنى الصلح . واختلف في الآية على هذا هل هي ناسخة لقوله عز وجل : { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } [ الأنفال : 61 ] أم لا ؟ فذهب قوم إلى أنها ناسخة لها ، وذهب آخرون إلى أنها ليست بناسخة لها وأنهما محكمتان ثم اختلفوا في الجمع بينهما . فمن الناس من قال قوله تعالى : { وإن جنحوا للسلم } {[10496]} الآية في قوم بأعيانهم وهذه عامة . ومنهم من قال : إنها نزلت في وقتين مختلفي الأحوال وقال قتادة : معنى الآية لا تكونوا أول الطائفتين صدعت للأخرى {[10497]} .