– قوله تعالى : { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل… } إلى قوله تعالى : { واستغفروا الله } :
قد تقدم الكلام على ما في هذه الآية من النسخ . وقد ذهب أبو حنيفة ومن تابعه إلى أن قوله تعالى : { فاقرءوا ما تيسر منه } في صلاة الفريضة واستدلوا بذلك على أن القراءة في الصلاة غير وافية . وقد تقدم الكلام على ذلك بما أغنى عن إعادته هنا .
قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض } :
ذكر الله تعالى الأعذار التي هي حائلة بين بني آدم وبين قيام الليل وهي المرض والضرب في الأرض وهو السفر في تجارة أو غزو . وفي هذه الآية فضيلة للضرب في الأرض للتجارة لسوقها في الآية مع الجهاد . وقال عبد الله بن عمر : أحب موت إلي بعد القتل في سبيل الله أن أموت وأنا أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله ثم كرر الأمر بقراءة ما تيسر منه تأكيدا . والصلاة والزكاة هنا المفروضتان ثم أمر تعالى بالاستغفار في آخر الآية . قال بعض العلماء : فالاستغفار بعد الصلاة مستنبط من هذه الآية ومن قوله تعالى : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ( 17 ) وبالأسحار هم يستغفرون ( 18 ) } [ الذاريات : 17 ، 18 ] وكان السلف الصالح يصلون إلى طلوع الفجر ثم يجلسون إلى الاستغفار إلى صلاة الصبح .