ثمّ شرع هود ببيان الأجر المادي للإيمان لغرض التشويق والاستفادة من جميع الوسائل الممكنة لإِيقاظ روح الحق في قومه الضالين فبيّن أن هذا الأجر المادي مشروط بالإيمان فيقول: ( ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إِليه ) فإذا فعلتم ذلك فإِنّه ( يرسل السماء عليكم مدراراً ){[1780]} لئلا تصاب مزارعكم بقلة الماء أو القحط ،بل تظل خضراء مثمرة دائماً ،وزيادة على ذلك فإنّ الله بسبب تقواكم وابتعادكم عن الذنوب والتوجه إِليه يرعاكم ( ويزدكم قوّة إلى قوتكم ) .
فلا تتصوروا أنّ الإِيمان والتقوى يضعفان من قوتكم أبداً ،بل إنّ قواكم الجسميّة ستزداد بالاستفادة من القوّة المعنوية ..وبهذا الدعم المهم ستقدرون على عمارة المجتمع وبناء حضارة كبيرة وأُمّة مقتدرة تتمتع باقتصاد قوي وشعب حر مستقل ،فعلى هذا إيّاكم والابتعاد عن طريق الحق ( ولا تتولوا مجرمين ) .
/خ52