وتبحث الآية الأخيرة مصير الذين آمنوا حيث تقول: ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب ) .
كثير من المفسّرين قالوا: إنّ كلمة «طوبى » مؤنّث «أطيب » ،وبما أنّ المتعلّق محذوف فإنّ للكلمة مفهوماً واسعاً وغير محدود ،ونتيجة طوبى لهم هو أن تكون لهم أفضل الأشياء: أفضل الحياة والمعيشة ،وأفضل النعم والراحة ،وأفضل الألطاف الإلهيّة ،وكلّ ذلك نتيجة الإيمان والعمل الصالح لاُولئك الراسخين في عقيدتهم والمخلصين في عملهم .
وما ذكره جمع من المفسّرين في معنى هذه الكلمة وأوصلها صاحب مجمع البيان إلى عشرة معاني ،فانّها في الحقيقة تصبّ كلّها في هذا المعنى الواسع والشامل الذي ذكرناه .
ونقرأ في روايات متعدّدة أنّ «طوبى » شجرة أصلها في بيت النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو الإمام علي ( عليه السلام ) في الجنّة ،وتنتشر أغصانها على رؤوس جميع المؤمنين وعلى دورهم ،ولعلّ هذا تجسيماً لقيادتهم وإمامتهم والصلات القويّة التي تربط بين هولاء القادة وأصحابهم ،وتكون ثمرتها كلّ هذه النعم المختلفة .
( وإذا ما رأينا أنّ طوبى جاءت مؤنثّة لأطيب الذي هو مذكّر ،فإنّ ذلك بسبب أنّها صفة للحياة والمعيشة أو النعمة وكلّ هذه مؤنثة ) .
/خ29