3فهذا المجرم المذنب عندما يرى نفسه في مقابل هذا الشراب ( يتجرّعه ولا يكاد يسيغه ) يسيغه: من إساغة ،وهي وضع الشراب في الحلق .
4ووسائل التعذيب كثيرة بحيث ( ويأتيه الموت من كلّ مكان وما هو بميّت ) .حتّى يذوق وبال عمله وسيّئاته .
5وقد يتصوّر أن ليس هناك عقاباً أكثر من ذلك ،ولكن ( ومن ورائه عذاب غليظ ) .
وبهذا الترتيب فإنّ كلّ ما يخطر في ذهن الإنسان وما لا يخطر من شدّة العقاب هو في انتظار هؤلاء الظالمين والجبّارين والمذنبين ،أسوؤها الشراب المتعفّن الكريه ،والعقوبات المختلفة من كلّ طرف ،وفي نفس الوقت عدم الموت ،بل الاستمرار في الحياة وإدامة العذاب .
ولكن لا يتصوّر أنّ هذا العقاب غير عادل ،لأنّهوكما قلنا مراراًالنتيجة الطبيعيّة لعمل الإنسان ،بل تجسيم أفعالهم في الآخرة ،فكلّ عمل يجسّم بشكل مناسب ،وإذا ما شاهدنا جنايات بعض المجرمين في عصرنا أو في التاريخ القديم لقلنا: حتّى هذه العقوبات قليلة .
/خ17