/م26
ثمّ أنّ الإِنسان قد لا يملك ما يعطيه للمسكين أحياناً ،وفي هذه الحالة ترسم الآية الكريمة طريقة التصرُّف بالنحو الآتي: ( إِمّا تعرضن عنهم ابتغاء رحمة مِن ربّك ترجوها فقل لهم قولا ميسوراً ) .
«ميسور » مُشتقّة مِن «يسر » وهي بمعنى الراحة والسهولة ،أمّا هنا فلها مفهوم واسع ،يشمل كل كلام جميل وسلوك مقرون بالاحترام والمحبّة ،وإِذا فسَّرها البعض بمعنى الوعد للمستقبل فإِنَّ ذلك أحد مصاديقها .
نقرأ في الرّوايات ،أنَّه بعد نزول هذه الآية ،كانَ إِذا جاء شخص محتاج إلى رسول اللّه( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،والرّسول لا يملك شيئاً لإِعطائه ،قال له( صلى الله عليه وآله وسلم ): «يرزقنا اللّه وإِيّاكم مِن فضله »{[2198]} .
وقديماً عندما كانَ السائل يطرق الباب ،ويطلب مِنّا شيئاً لا نستطيع إعطاءه إِيّاه ،نقول له «العفو » وذلك تأكيداً على أنَّ لهذا السائل حق علينا يُطالِبنا به ،وإِذا كُنّا لا نملك قضاء حاجته وإِعطاءه حقّه ،فإِننا نطلب منه العفو .
/خ30