[ 28]{ وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا 28} .
{ وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا} أي وإن أعرضت عن ذوي القربى والمساكين وابن السبيل ،حياء من الرد ،لانتظار رزق من الله ترجوه أن يأتيك فتعطيه ،فلا تؤيسهم وقل لهم قولا لينا سهلا ،وعدهم وعدا جميلا .
قال في ( الكشف ):{ ابتغاء} أقيم مقام فقدانه .وفيه لطف .فكأن ذلك الإعراض لأجل السعي لهم .وهو من وضع المسبب موضع السبب .فإن الفقد سبب للابتغاء .
قال السيوطي في ( الإكليل ):في هذه الآية الأمر بالقول اللين عند عدم وجود ما يعطي منه .وفسره ابن زيد بالدعاء .والحسن وابن عباس بالعدة .انتهى .
وظاهر ،أن القول الميسور يشمل الكل .وذهب المهايمي إلى أن الآية في منعهم خوفا من أن يصرفوه فيما لا ينبغي .قال:أي وإن تحقق إعراضك عمن تريد الإحسان إليهم ،طلب رحمة من ربك في المنع عنهم لئلا يقعوا في التبذير ،بصرف المعطى إلى شرب الخمر أو الزنى ،لما عرفت من عاداتهم ،فقل لهم في الدفع قولا سهلا عليهم ،إحسانا إليهم بدل العطاء .انتهى .
ولم أره لغيره .والنظم الكريم يحتمله .