الآيتان
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ( 47 ) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ( 48 )
التّفسير
أوهام اليهود
في هذه الآيات خطاب آخر إلى بني إسرائيل فيه تذكير بنعم الله: ( يَا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ اْلَّتي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ) .
هذه النعم سابغة واسعة النطاق ،ابتداءً من الهداية والإيمان ،وانتهاءً بالنجاة من فرعون ونيل العظمة والاستقلال .
ثم تشير الآية من بين كل هذه النعم إلى نعمة التفضيل على بقية البشر ،وهي نعمة مركبة من نعم مختلفة ،وتقول: ( وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمينَ ) .
لعل البعض تصور أن هذا التفضيل صفة أبدية مستمرة على مرّ العصور .لكن دراسة سائر آيات القرآن تبين أن هذا التفضيل هو تفضيل بني إسرائيل على غيرهم من أفراد عصرهم ومنطقتهم ،لا تفضيلا مطلقاً .فالقرآن الكريم يخاطب المسلمين في آية أخرى ويقول: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...)( آل عمران ،110 ) .
كما يتحدث القرآن عن وراثة بني إسرائيل للأرض فيقول: ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرض وَمَغَارِبَهَا )( الأعراف ،137 ) .
وواضح أن هذه الوراثة لم تكن تشمل آنذاك جميع العالم ،والمقصود من الآية مشارق المنطقة التي كانوا يعيشون فيها ومغاربها ،من هنا فالتفضيل على العالمين هو تفضيلهم على أفراد منطقتهم .
/خ48