الآيتان
وَإِذْ قُلْتُمْ يَمُوسَى لَن نُّؤمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ( 55 ) ( ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( 57 )
التّفسير
طلب عجيب !
هاتان الآيتان تذكّران بني إسرائيل بنعمة إلهية أخرى ،كما توضحان في الوقت نفسه روح اللجاج والعناد في هؤلاء القوم ،وتبينان ما نزل بهم من عقاب إلهي ،وما شملهم الله به من رحمة بعد ذلك العقاب .
تقول الآية الأولى: ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً ) .
هذا الطلب قد ينم عن جهل بني إسرائيل ،لأن إدراك الإِنسان الجاهل لا يتعدّى حواسه .ولذلك يرمي إلى أن يرى الله بعينه .
أو قد يحكي هذا الطلب عن ظاهرة لجاج القوم وعنادهم التي يتميزون بها دوماً .
على أي حال ،طلب بنو إسرائيل من نبيهم بصراحة أن يروا الله جهرة ،وجعلوا ذلك شرطاً لإيمانهم .
عندئذ شاء الله سبحانه أن يرى هؤلاء ظاهرة من خلقه لا يطيقون رؤيتها ،ليفهموا أن عينهم الظاهرة هذه لا تطيق رؤية كثير من مخلوقات الله ،فما بالك برؤية الله سبحانه نزلت الصاعقة على الجبل وصحبها برق شديد ورعد مهيب وزلزال مروع ،فتركهم ،على الأرض صرعى من شدة الخوف ( فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) .