/م54
{ وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} أي واذكروا إذا قلتم لنبيكم يا موسى لن نصدق بما جئت به تصديق إذعان وإتباع حتى نرى الله عيانا لنبيكم جهرة فيأمرنا بالإيمان لك{ فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون} أي فأخذت القائلين ذلك منكم الصاعقة وأنتم تنظرون ذلك بأعينكم .وسيأتي بيان هذا بالتفصيل في سورة الأعراف ، فالقصة هنالك مقصودة بكل ما فيها من فائدة وعبرة ، وإنما المراد بها هنا التذكير كما تقدم .
قال الأستاذ الإمام:سؤال بني إسرائيل رؤية الله تعالى واقعة مستقلة لا تتصل بمسألة عبادة العجل وهي معروفة عند بني إسرائيل ومنصوصة في كتابهم وذلك أن طائفة منهم قالوا لماذا اختص موسى وهارون بكلام الله تعالى من دوننا .وانتشر هذا القول في بني إسرائيل وتجرأ جماعة منهم بعد موت هارون وهاجوا على موسى وبني هارون وقالوا لهم عن نعمة الله على شعب إسرائيل هي لأجل إبراهيم وإسحاق فتشمل جميع الشعب ، وقالوا لموسى لست أفضل منا فلا يحق لك أن تترفع وتسود علينا بلا مزية ، وأننا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة .فأخذهم إلى خيمة العهد فانشقت الأرض وابتلعت طائفة منهم وجاءت نار من الجانب الآخر فأخذت الباقين ، وهذه النار هي المعبر عنها هنا بالصاعقة ، وهل ثمة من نار غير الاشتغال بالكهرباء وهو ما تحدثه الصاعقة التي تحدث الانشقاق في الأرض أيضا ؟ وقد أخذ هذا العذاب تلك الطائفة والآخرون ينظرون ، وهكذا كان بنو إسرائيل يتمردون ويعاندون موسى عليه السلام وكان سوط عذاب الله يصب عليهم ، فرموا بالأمراض والأوبئة وسلطت عليهم الهوام وغيرها حتى أماتت منهم خلقا كثيرا .فمجاحدتهم ومعاندتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لم تكن بدعا من أعمالهم .