التّفسير
لقد أصدرت في هذه الآيات أوامر وتوجيهات للنبي ،والمراد منها والمخاطب فيها عموم المسلمين ،وهي تتمّة للبحث الذي قرأناه آنفاً حول الصبر والتحمّل .
فتقول أوّلا: ( ولا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم ) فإنّ هذه النعم المتزلزلة الزائلة ما هي إلاّ ( زهرة الحياة الدنيا ) ،تلك الأزهار التي تُقطع بسرعة وتذبل وتتناثر على الأرض ،ولا تبقى إلاّ أيّاماً معدودات .
في الوقت الذي أمددناهم بها ( لنفتنهم فيه ورزق ربّك خير وأبقى ) فإنّ الله سبحانه وهب لك مواهب ونعماً متنوّعة ،فأعطاك الإيمان والإسلام ،والقرآن والآيات الإلهيّة والرزق الحلال الطاهر ،وأخيراً نعم الآخرة الخالدة ،هذه الهبات والعطايا المستمرّة الدائمة .