ثمّ أشار إلى خامس النعم وآخرها من سلسلة النعم الإلهيّة هذه ،فقال: ( كلوا وارعوا أنعامكم ) ،وهو إشارة إلى ثرواتكم ومنتوجاتكم الحيوانيّة ،والتي تشكّل جانباً مهمّاً من المواد الغذائية والملابس ووسائل الحياة ،هي أيضاً من بركات هذه الأرض وذلك الماء النازل من السّماء .
وفي النهاية ،وبعد أن أشار إلى كلّ هذه النعم ،قال: ( إنّ في ذلك لآيات لاُولي النهى ) .
ممّا يستحقّ الإنتباه أنّ «النهى » جمع «نهية » وهي في الأصل مأخوذة من مادّة «نهي » مقابل الأمر ،وتعني العقل الذي ينهى الإنسان عن القبائح والسيّئات ،وهذه إشارة إلى أنّ كلّ تدبّر وتفكّر من أجل فهم أهميّة هذه الآيات ليس كافياً ،بل إنّ العقل والفكر المسؤول هو الذي يستطيع أن يدرك ويطلع على هذه الحقيقة .