التّفسير
الرّزق الحسن:
تحدّثت الآيات السابقة عن محاولات المخالفين في محو الآيات الإلهيّة ،أمّا الآيات التي نقف في ضوئها ،فأشارت إلى هذه المحاولات من قبل أشخاص متعصّبين قساة .
تقول الآية الأُولى: ( ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتّى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ) بديهي أنّ الآية هنا قصدت فئة من الكفّار لا الكفّار كلّهم ،لأنّ الكثير منهم أسلموا والتحقوا بالنّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبصفوف المسلمين .قصدت الآية زعماء الكفّار والمعاندين والمتعصّبين بقوّة والحاقدين الذين لم يؤمنوا قطّ ،واستمرّوا في عرقلة المسيرة الإسلامية .
وتعني كلمة «مرية » الشكّ والترديد ،وتبيّن لنا الآية أنّ هؤلاء الكفرة لم يكونوا يوماً على يقين ببطلان الإسلام ودعوة النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالرغم من إظهارهم لذلك في كلماتهم ،بل كانوا في شكّ من القرآن والإسلام ،إلاّ أنّ تعصّبهم كان يحول دون توصّلهم إلى الحقيقة .
أمّا «الساعة » فقد ذهب البعض إلى أنّها تعني الموت ونظيره ،إلاّ أنّ الآيات اللاحقة بيّنت أنّ القصد ختام العالم وعشيّة يوم القيامة ،والتي رافقت كلمة «بغتة » .
ويقصد ب( عذاب يوم عقيم ) عقاب يوم القيامة ،وقد وصف يوم القيامة بالعقم لأنّه لا يوم يليه لينهض المرء للقيام بأعمال خيّرة تعوّض عمّا فاته وتؤثّر في مصيره .