والله تعالى يبتليهم لعلّهم يَعُون حين لا تجدي بهم رحمته سبحانه ،لكنّ طائفة غالبة منهم لم يستيقظوا حتّى بالبلاء المذلّ ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربّهم وما يتضرّعون ){[2725]} .
«التضرّع »كما أسلفنامشتقّة من الضرع بمعنى الثدي ،فالتضرّع يعني الحلب ،ثمّ استعملت بمعنى التسليم المخالط بالتواضع والخضوع .
وتعني هذه الآية أنّ المشركين لم يتخلّوا عن غرورهم وعنادهم وتكبّرهم ،ولم يستسلموا للحقّ حتّى وهم يواجهون أشدّ النكبات عصفاً بهم .
وإذا ما فسّر التضرّع في الرّوايات بأنّه رفع اليدين نحو السّماء للدعاء ،فهو أحد مصاديق هذا المعنى الواسع .