ثمّ يتساءلفي عجب واستغراب( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ) أي كيف يمكن أن تسلكوا سبيل الكفر ،وترجعوا كفّاراً والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين ظهرانيكم ،وآيات الله البينات تقرأ على أسماعكم ،وتشع أنوار الوحي على قلوبكم وتهطل عليكم أمطاره المحيية ؟
إن هذه العبارة ما هيفي الحقيقةإلاَّ الإشارة إلى أنه لا عجب إذا ضل الآخرون وانحرفوا ،ولكن العجب ممّن يلازمون الرسول ويرونه فيما بينهم ،ولهم مع عالم الوحي اتصال دائم ...ومع آياته صحبة دائمة ،إن العجب إنما هوفي الحقيقةمن هؤلاء كيف يضلون وكيف ينحرفون ؟
إنه حقّاً يدعو إلى الدهشة والاستغراب ويبعث على العجب أن يضل مثل هؤلاء الذين يعيشون في بحبوحة النور ،ولاشك أنهم أنفسهم يتحملون إثم هذا الضلالإن ضلوالأنهم لم يضلوا إلاَّ عن بيّنة ،ولم ينحرفوا إلاَّ بعد بصيرة ...ولا شكّ أن عذابهم سيكون شديداً جدّاً لذلك .
/خ101