وتستمرّ الآية التي بعدها بالإستدلال بشكل آخرولكن بنفس النمط المنصف الذي يستنزل الخصم من مركب العناد والغرور .يقول تعالى: ( قل لا تسألون عمّا أجرمنا ولا نُسأل عمّا تعملون ) .
والعجيب هنا أنّ الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) مأمور باستعمال تعبير «جرم » فيما يخصّه ،وتعبير «أعمال » فيما يخصّ الطرف الآخر ،وبذا تتّضح حقيقة أنّ كلّ شخص مسؤول أن يعطي تفسيراً لأعماله وأفعاله ،لأنّ نتائج أعمال أي إنسان تعود عليه ،حسنها وقبيحها ،وفي الضمن إشارة لطيفة إلى إنّنا إنّما نصرّ على إرشادكم وهدايتكم ،لا لأنّ ذنوبكم تقيّد في حسابنا ،ولا لأنّ شرّكم يضرّ بنا ،نحن نصرّ على ذلك بدافع الغيرة عليكم وطلباً للحقّ .
/خ27