التّفسير: هذا ما وُعِد به المتّقون:
آيات هذه السورة انتقلت بنا إلى شكل آخر من الحديث ،إذ أخذت تقارن بين المتّقين والعصاة المتجبّرين ،وتشرح مصير كلّ منهما يوم القيامة ،وهي بصورة عامّة تكمل بحوث الآيات السابقة .
في البداية ،وكخلاصة لشرح حال الأنبياء السابقين والنقاط المضيئة في حياتهم ،تقول الآية: ( هذا ذكر ) .
نعم ،لم يكن الهدف من بيان مقاطع من تأريخ أولئك الأنبياء الرائع والمثير سرد بعض القصص ،وإنّما الهدف الذكر والتذكّر ،كما أكّدت عليه بداية هذه السورة ( ص والقرآن ذي الذكر ) .فالهدف هو إيقاظ الأفكار ،ورفع المستوى العلمي ،وزيادة قوّة المقاومة والصمود لدى المسلمين الذي نزلت إليهم هذه الآيات .
ثمّ أخرجت الاُمور من طابعها الخاصّ وبيان أوضاع وأحوال الأنبياء ،إلى طابعها العامّ ،لتشرح بصورة عامّة مصير المتّقين ،إذ تقول: ( وإنّ للمتّقين لحسن مآب ) .