التّفسير
قرناء السوء:
في أعقاب البحث السابق الذي تحدثت في الآيات الكريمة عن مصير «أعداء الله » جاءت الآيتان أعلاه لتشيران إلى نوعين من العقاب الأليم الذي ينتظر هؤلاء في الدنيا والآخرة .
يقول تعالى: ( فإن يصبروا فالنار مثوى لهم ){[4019]} ولا يمكنهم الخلاص منها لأنّها مصيرهم سواء صبروا أو لم يصبروا .
«مثوى » من «ثوى » على وزن «هوى » وتعني المقر ومحل الاستقرار .
والآية الكريمة هذه تشبه الآية ( 16 ) من سورة «الطور » حيث قوله تعالى: ( اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم ) .
وكذلك تشبه الآية ( 21 ) من سورة «إبراهيم » حيث قوله تعالى: ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص ) .
وللتأكيد على هذا الأمر تضيف الآية: ( وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ) .
«يستعتبون » مأخوذة في الأصل من ( العتاب ) وتعني إظهار الخشونة ،ومفهوم ذلك أنّ الشخص المذنب سيستسلم للوم صاحب الحق كي يعفو عنه ويرضى عنه ،لذلك فإنّ كلمة ( استعتاب ) تعني الاسترضاء وطلب العفو{[4020]} .