/م57
التّفسير
يحذر القرآن في الآية المؤمنين من اتّخاذ أصدقاء لهم من بين المنافقين والأعداء ،إِلاّ أنّه لأجل استثارة عواطف المؤمنين واستقطاب انتباههم إلى فلسفة هذا الحكم خاطبهم بهذا الأُسلوب ،كما تقول الآية: ( يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفارأولياء ...) .
ولتأكيد التحذير تقول الآية في الختام: ( واتقوا الله إِن كنتم مؤمنين ) بمعنى أنّ التودد مع الأعداء والمنافقين لا يتناسب والتقوى والإِيمان أبداً .
«الهزو » هو الكلام المصحوب بحركات تصور السخرية ،ويستخدم للاستخفاف والاستهانة بشيء أو شخص معين ،وفسّر «الراغب » في كتابه ( المفردات ) الهزو بأنّه يقال لفعل المزاح والاستخفاف الذي يصدر بشأن شخص في غيابه ،كما يطلق في حالات نادرة على المزاح أو الاستخفاف الذي يحصل بشخص معين في حضوره .
أمّا «اللعب » فهو الذي يصدر عبثاً وبدون هدف صحيح ،أو خالياً من أي هدف وسمّيت بعض أفعال الصبيان لعباً لنفس السبب .