والنعمة الأخرى التي يتمتّع بها أهل الجنّة هي كونهم: ( متكّئين على سرر مصفوفة ) .
فهم يلتذّون بالاستئناس إلى أصحابهم والمؤمنين الآخرين ،وهذه لذّة معنوية فوق أيّة لذّة أخرى !.
و «سرر » جمع سرير ،وأصل المادّة هو «السرور » وتطلق السرر على الكراسي المهيأة لمجالس السرور ليُتكّأ عليها .
و «مصفوفة » من مادّة صف ،ومعناها أنّ هذه السرر مرتبة واحداً إلى جنب الآخر ويتشكّل منه مجلس عظيم للاُنس .
ونقرأ في آيات متعدّدة من القرآن أنّ أهل الجنة يجلسون على سرر متقابلين .[ الحجر الآية 47 والصافات الآية 44] .
وهذا التعبير لا ينافي ما ورد في هذه الآية محلّ البحث ،لأنّ مجالس الاُنس والسرور ترتّب الأسّرة فيها على شكل مستدير ومصفوفة جنباً إلى جنب ،فجلاّسها على سرر مصفوفة متقابلون !.
والتعبير ب «متكئين » إشارة إلى منتهى الهدوء ،لأنّ الإنسان عند الهدوء يتكئ عادةً ،والذين هم في قلق وحزن لا يرون كذلك !.
ثمّ يضيف القرآن بأنّا زوجناهم من نساء بيض جميلات ذوات أعين واسعة ( وزوّجناهم بحور عين ){[4752]} .