وفي آخر آيةمورد البحثيقول سبحانه إنّكم بدلا من أن تشكروا الله تعالى على نعمه ورزقه وخاصّة نعمة القرآن الكبيرة ،فإنكم تكذّبون به: ( وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون ){[5040]} .
قال البعض: إنّ المقصود أنّ استفادتكم من القرآن هي تكذيبكم فقط ،أو أن التكذيب تجعلونه وسيلة لرزقكم ومعاشكم{[5041]} .
إلاّ أنّ التّفسير الأوّل مناسب للآيات السابقة ولسبب النّزول أكثر من التّفسيرين الأخيرين .
وانسجاما مع هذا الرأي فقد نقل كثير من المفسّرين عن ابن عبّاس قوله: أصاب الناس عطش في بعض أسفاره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسقوا ،فسمع رجلا يقول: مطرنا بنوء كذا ،فنزلت الآية ( لأنّ العرب كانوا يعتقدون في الجاهلية بالأنواء وأنّ لها الأثر في نزول المطر ،ويقصد بها النجوم التي تظهر بين آونة وأخرى في السماء ،وأنّ ظهورها يصاحبه نزول المطر ،كما يعتقدون ،ولهذا يقولون: مطرنا بنوء كذا ،أي ببركة طلوع النجم الفلاني ،وهذا بذاته أحد مظاهر الشرك الجاهلي وعبادة النجوم ){[5042]} .
والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا أنّه جاء في بعض الرّوايات عنرسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قلّما كان يفسّر الآيات ،وإجمالا كان يتصدّى للتفسير عندما تستلزم الضرورة ،كما في هذا المورد حيث أخبر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّ المقصود من ( وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون ) «وتجعلون شكركم أنّكم تكذّبون »{[5043]} .
/خ82