وتعكس الآية اللاحقة صورة جديدة لحالتهم حيث يقول سبحانه: ( خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلّة ){[5393]} .
هذه الآية الكريمة تصف لنا حقيقة المجرمين عندما يدانون في إجرامهم ويحكم عليهم ،حيث نلاحظ الذلّة والهوان تحيط بهم ،وتكون رؤوسهم مطأطئة تعبيراً عن هذه الحالة المهينة .
ثمّ يضيف تعالى: ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) .
إلاّ أنّهم لن يسجدوا أبداً ،لقد صحبوا روح التغطرس والعتوّ والكبر معهم في يوم القيامة فكيف سيسجدون ؟
إنّ الدعوة للسجود في الدنيا لها موارد عديدة ،فتارةً بواسطة المؤذّنين للصلاة الفردية وصلاة الجماعة ،وكذلك عند سماع بعض الآيات القرآنية وأحاديث الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) ..ولذا فإنّ الدعوة للسجود لها مفهوم واسع وتشمل جميع ما تقدّم .