ثم يضيف في الآية الأُخرى ويقول: إنّ الله وملائكته يطلعون العباد على أعمالهم ،وإن كان لا يحتاج إلى ذلك ،لأنّ نفسه وأعضاءه هم الشهود عليه في ذلك اليوم ،فيقول تعالى: ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ،ولو ألقى معاذيره ) .
سياق هذه الآيات في الحقيقة هو نفس سياق الآيات التي تشير إلى شهادة الأعضاء على أعمال الإنسان ،كالآية ( 20 ) من سورة فصلت حيث يقول الله تعالى: ( شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ) .
والآية ( 5 ) من سورة يس: ( وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) .
وعلى هذا فإنَّ أفضل شاهد على الإنسان في تلك المحكمة الإلهية للقيامة هو نفسهُ ،لأنهُ أعرف بنفسه من غيره ،وإن كان الله تعالى قد أعطاه شواهد أُخرى كثيرة لإتمام الحجّة عليه .
«بصيرة »: لها معنى مصدري بمعنى ( الرؤيا والإطلاع ) ،ومعنى وصفي ( الشخص المطّلع ) ولذا فسّره البعض بمعنى( الحجة والدليل والبرهان ) والذي هو واهب للمعرفة{[5602]} .