التّفسير
تحذير مع بيان السبيل !!
رأينا في الآيات السابقة تحذيراً للنبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) لكي لا يقع تحت تأثير كل آثم أو كفور من المجرمين ،والتاريخ يشهد أنّهم كانوا يستعينون لسذاجتهم بالمال والجاه والنساء للنفوذ في إرادة النبي( صلى الله عليه وآله ) وعزمه على إدامة الدعوة .
الآيات أعلاه عرّفت الأعداء بشكل أكثر وقالت: ( إنّ هؤلاء يحبّون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً ) .لا تتعدى أُفق أفكارهم دائرة الطعام والنوم والشهوة ،وتمثل هذه اللذائذ المادّية الرخيصة أسمى غاية لهم في الحياة .
والعجيب أنّهم قاسوا روح النّبي( صلى الله عليه وآله ) العظيمة بهذا المقياس !ولم ينتبه هؤلاء الغافلين إلى اليوم الثقيل الذي ينتظرهم ،ثقيل من حيث العقوبات ،ثقيل من حيث المحاسبة ،وثقيل من حيث طول الزمان وشدّة الفضيحة .
وقد جاء التعبير ب ( وراءهم ) مع أنّ المفروض أن يقال ( أمامهم ) لأنّهم نسوا ذلك اليوم ،وكأنّهم تركوه وراءهم ،ولكن على قول بعض المفسّرين أنّ كلمة ( وراء ) تستعمل أحياناً بمعنى «خلف » وأحياناً بمعنى «أمام »{[5661]} .