/م1
ثمّ يأتي التحذير لهؤلاء البخلاء المغفلين بالآية: ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) .
لا يستطيع أن يصطحب ماله من هذه الدنيا ،ولا يستطيع هذا المالإذا اصطحبهأن يقيه من السقوط في نار جهنّم .
«ما » في الآية قد تكون نافية ،وقد تكون للاستفهام الإنكاري ،أيّ ماذا يجديه المال إذا سقط في حفرة القبر أو في هاوية جهنّم ؟!
«تردى » من ( الردى ) بمعنى الهلاك ،وبمعنى السقوط من مكان مرتفع يؤدي إلى الهلاك ،وقيل إن أصل الكلمة بمعنى السقوط: ولما كان السقوط من مكان مرتفع يؤدي إلى الهلاك ،فقد أطلقت الكلمة وأريد بها الهلاك ،والتردى في الآية قد يعني السقوط في القبر ،أو في جهنّم ،أو بمعنى الهلاك الذي هو جزاء هؤلاء .
وبهذا ...تحدثت الآيات الكريمات عن مجموعتين: الأولى: مؤمنة ،تقية ،سخية ؛والثّانية: خاوية الإيمان ،عديمة التقوى ،بخيلة ونموذج المجموعتين موجود في سبب نزول الآيات بوضوح .
المجموعة الأولى ،طوت طريقها بيسر بتوفيق اللّه ،واتجهت نحو الجنّة ونعيمها ،بينما المجموعة الثّانية ،واجهت في مسيرتها الحياتية المشاكل المتفاقمة جمعت الأموال الطائلة ،وتركتها وولت تجرّ أذيال الحسرة والهّم والوبال ،ولم تنل سوى العقاب الإلهي .