قوله تعالى: ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة ...)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم )يعني:لأرسل السماء عليهم مدرارا ( ومن تحت أرجلهم )تخرج الأرض بركتها .
قال الشيخ الشنقيطي:قوله تعالى ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ، ومن تحت أرجلهم ) ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أهل الكتاب لو أطاعوا الله ، وأقاموا كتابهم بإتباعه ،والعمل بما فيه ليسر الله لهم الأرزاق وأرسل عليهم المطر ، وأخرج لهم ثمرات الأرض . وبين في مواضع أخر أن ذلك ليس خاصا بهم كقوله عن نوح وقومه ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا )وقوله عن هود وقومه ( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم )الآية . وقوله عن نبينا عليه الصلاة والسلام وقومه ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ) .
قال ابن ماجة:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،ثنا وكيع ،ثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن زياد بن لبيد قال:ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، فقال: "ذاك عند أوان ذهاب العلم "قلت: يا رسول الله .؛وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القران ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم ،إلى يوم القيامة ؟قال: "ثكلتك أمك ، زياد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة ،أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ، لا يعملون بشيء مما فيهما ؟".
( السنن2/1344ح4048-ك الفتن ،ذهاب القرآن والعلم ) ،وأخرجه أحمد( المسند4/160 ) عن وكيع عن الأعمش به .و ذكره ابن كثير في تفسيره ( 3/140 )و قال: هذا إسناد صحيح .و صححه الألباني( صحيح ابن ماجة ح 3272 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال الله ( منهم أمة مقتصدة ) يقول على كتابه و أمره ،ثم ذم أكثر القوم فقال: ( وكثير منهم ساء ما يعملون ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي: ( منهم أمة مقتصدة ) يقول:مؤمنة .