مناسبة النزول
قيل: نزلت في الأخنس بن شريق وكان حلو الكلام يلقى رسول الله( ص ) بما يحب وينطوي يقلبه على ما يكره ،عن ابن عباس .وروى العياشي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: أخبرني جابر بن عبد الله أن المشركين إذا مروا برسول الله ( ص ) طأطأ أحدهم رأسه وظهره ،هكذا ،وغطى رأسه بثوبه ،حتى لا يراه رسول الله ( ص ) ،فأنزل الله هذه الآية .
الله يكشف سر المشركين
كان المشركون ينطوون على حقدٍ دفينٍ لرسول الله ،ولكنهم كانوا يظهرون له المحبة والصداقة ،ليتمكنوا من الدسّ والكيد للإسلام بطريقتهم الخاصة ،ولكن الله يكشف سرّهم ويظهر أمرهم لرسوله ،لينجيه من كيدهم ومكرهم ،وهذا ما أثارته هذه الآية .
{أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}_ وثنى الشيء: عطف بعضه على بعض فطواهأي إنهم يطوون صدورهم وقلوبهم على العداوة للرسول ،والبغض لرسالته ،{لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ} فلا يظهرون ذلك في فلتات لسانهم ،لئلا يطلع عليه ،فينكشف أمرهم لديه ،{أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} أي يغطون أنفسهم بها ،بما توحيه الكلمة من الحالات النفسية الخفية ،{يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} فيطلع على كل ما يخفونه أو يضمرونه ،لأنه المطلع على كل شيء ،العالم بخفايا الأمور ،{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} فلا يخفى عليه شيء من خلجات المشاعر ،ونبضات القلوب ،وخفايا الضمائر ...فإذا استطاعوا أن يستخفوا عن الرسول ،فهل يستطيعون الاستخفاء عن الله ؟وهل يضمنون لأنفسهم ،أن الله لا يُطلع رسوله على كل ما في داخلهم من خفايا وأسرار ؟!.