{خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ} ،الذي جعله أساس التكوين ،في ما أودعه في هذه العوالم الضخمة الواسعة من أسرار خفيّة ،وسنن وقوانين تحكم مسيرة الكون في خطٍّ واضح محدّد لا ينحرف ولا يهتز ولا يبتعد عن إرادة الله .وهكذا أراد الله للسماوات والأرض بما خلقه فيها من مخلوقات واعية عاقلة مريدة أن ترتكز على الحق في التشريع ،فجعل لها نظاماً في العبادة والعمل ،وفي كل شيءٍ يحكم حركتها في الحياة ،فتحس هذه المخلوقات كلها بأن كل شيءٍ صغيرٌ أمام عظمته ،وأنه هو وحده العظيم المنزّه عن كل قبيحٍ وعن كل شريك ،فترتفع أصواتها بالتسبيح له:{تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} .