{ فَإِنْ ءَامَنُواْ بِمِثْلِ مَآ ءَامَنتُمْ بِهِ}من الشمولية في الإيمان للأنبياء كلّهم وللكتاب كلّه ،{ فَقَدِ اهْتَدَواْ} إلى الطريق الحقّ الذي يؤدي بهم إلى الجنّة .وربما كان التعبير بكلمة «مثل »مع أنَّ المقصود المضمون الإيماني نفسه بالمحافظة على شخصية المحاور الآخر الذي لا يريد أن يلغي ذاته بالسقوط تحت تأثير الآخرللإيحاء بأنَّ المسألة مسألة توافق في الرأي الواحد بحيث يصدر من كلّ واحدٍ منهما بشكل مستقلّ ،على نهج توارد الأفكار أو الخواطر ؛{ وَّإِنْ تَوَلَّوْاْ}وأعرضوا عن الإيمان وأنكروا مضمونه الحقّ وجحدوه ،{ فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍ}ونزاع لإثارة الجدال المعقّد الذي لا يريد أن يصل بالحديث إلى نتيجةٍ حاسمة ،بل يريد أن يربك الأجواء بالمزيد من عناصر الفرقة والاختلاف ،للإبقاء على خطّ الكفر من دون أن يتحوّل السائرون عليه إلى خطّ الإيمان .{ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّه}ويحميك من شرّهم وينصرك عليهم لتكون كلمتك التي هي كلمة اللّه هي العليا ،وكلمتهم التي هي كلمة الشيطان السفلى .{ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}الذي يسمع أقوالهم ويعلم أعمالهم ،فلن يصلوا إليك بسوء ما دمت في حماية اللّه ورعايته .