ثم يضيف القرآن قائلا:{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدُوْا وَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاق} .
ولو تخلى هؤلاء عن عنصريتهم وذاتياتهم ،وآمنوا بجميع أنبياء الله فقد اهتدوا أيضاً ،وإلاّ فقد ضلوا سواء السبيل .
و«الشّقاق » النزاع والحرب ،وفسرت في الآية بالكفر وبالضلال ،وبالإِبتعاد عن الحق والإِتجاه نحو الباطل ،وكل هذه المعاني تعود إلى حقيقة واحدة .
ذكر بعض المفسرين أن الآية السابقة التي ساوت بين عيسى وسائر الأنبياء .أثارت اعتراض جمع من النصارى وقالوا: إن عيسى ليس كسائر الأنبياء ،بل هو ابن الله ،فنزلت هذه الآية لتؤكد على انحراف هؤلاء وأنهم في شقاق .
ثم تثبت الآية على قلوب المؤمنين وتبعث فيهم الثقة والطمأنينة بالقول:{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ} لأقوالهم{الْعَلِيمُ} بمؤامراتهم .
/خ137