{تَفَثَهُم}: التفث: قال في المجمع: «قال الأزهري: لا يعرف التفث في لغة العرب إلاّ من قول ابن عباس وأهل التفسير ،وقال النضر بن شميل: هو إذهاب الشعث » .وجاء في الميزان: «التفث: شعث البدن ،وقضاء التفث: إزالة ما طرأ بالإحرام من الشعث بتقليم الأظفار وأخذ الشعر ونحو ذلك ،وهو كناية عن الخروج من الإحرام » .وقضى الشيء يقضي: إذا قطعه وأزاله .
{ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ} وهو ما أصابهم من الشعث والغبار ونحوهما مما تفرضه قيود الإحرام ،لينظفوا أجسادهم ويقلّموا أظفارهم ،ويأخذوا من شعورهم ،وليخرجوا من الإحرام ،لأن ذلك هو نهاية مدة الإحرام .
{وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ} التي ألزموا بها أنفسهم ،وقد يكون المقصود بها الإحرام ،إذ إنه شبيه بالنذر لجهة ما يتضمنه من معنى الالتزام ،وقد يكون المقصود به النذورات الطارئة المتعلقة ببعض قضايا الإنسان الخاصة والمهمّة لديه ،{وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيق} ،ليكون الطواف نهاية العمل ،وقد جاء في الحديث عن أئمة أهل البيت ( ع ) أنه طواف النساء ،لأن الخروج من الإحرام يحلل للحاج كل شيء ما عدا النساء ،ولذلك فهو يحتاج إلى الطواف لتصبح النساء حلالاً عليه ..ولا يرى المسلمون الآخرون ذلك ضرورياً ،وتفصيل المسألة في الفقه .
والمراد بالبيت العتيق ،الكعبة ،التي كانت أول بيت وضع للناس كما جاء في قوله تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ للذي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} [ آل عمران: 96] ،وذلك لقدم بنائها .