{فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} فهو الذي أبدع خلقها بقدرته ،وهو الذي يديرها ويدبرها بإرادته وحكمته ،ويقدّر لها امتداد وجودها عبر التفاعل الزوجي الذي يحقق استمرار الوجود{جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً} فكثركم بذلك وتحرك الوجود الإنساني من خلاله ،{وَمِنَ الأنْعَامِ أَزْواجاً} فامتد وجودها في الحياة بذلك لينتفع الناس بها .
{يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} ذكر صاحب الكشاف أن الخطاب في «يذرؤكم » للإنسان وللأنعام بتغليب جانب العقلاء على غيرهم[ 4]{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فهو المتفرد في ألوهيته بكل صفاته ،لا يشاركه أحدٌ في أي شيءٍ ،لأنه المطلق في كل شيء ،وغيره محدودٌ في وجوده ،بالحدود التي وضعها الله لذاك الوجود ..وهذا ما يفرض أن تكون الولآية له ،لا لغيره .
{وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الذي يستمع لحاجات خلقه التي يدعونه إلى تلبيتها ،كما يبصر كل أوضاعهم وأعمالهم في ما يأخذون به أو في ما يدعونه ،ويطّلع على خفاياهم ليرعاهم بلطفه في بعض أمورهم التي يحتاجون فيها إلى رعايته ،وليحاسبهم على بعض أعمالهم ،التي ينحرفون بها عن خط الله .