وقوله:( فاطر السموات والأرض ) أي:خالقهما وما بينهما ، ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) أي:من جنسكم وشكلكم ، منة عليكم وتفضلا جعل من جنسكم ذكرا وأنثى ، ( ومن الأنعام أزواجا ) أي:وخلق لكم من الأنعام ثمانية أزواج .
وقوله:( يذرؤكم فيه ) أي:يخلقكم فيه ، أي:في ذلك الخلق على هذه الصفة لا يزال يذرؤكم فيه ذكورا وإناثا ، خلقا من بعد خلق ، وجيلا بعد جيل ، ونسلا بعد نسل ، من الناس والأنعام .
وقال البغوي رحمه الله:( يذرؤكم فيه ) أي:في الرحم . وقيل:في البطن . وقيل:في هذا الوجه من الخلقة .
قال مجاهد:ونسلا بعد نسل من الناس والأنعام .
وقيل:"في "بمعنى "الباء "، أي:يذرؤكم به .
( ليس كمثله شيء ) أي:ليس كخالق الأزواج كلها شيء ; لأنه الفرد الصمد الذي لا نظير له ، ( وهو السميع البصير )