المفردات:
فاطر السماوات والأرض: خالقهما ومبدعهما على غير مثال سابق .
يذرؤكم فيه: يكثركم بسبب هذا التزاوج بين الذكور والإناث .
ليس كمثله شيء: ليس له مثيل في ذاته أو صفاته أو أفعاله .
التفسير:
11 –{فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} .
هو سبحانه خالق السماوات والأرض ،ومبدعهما على غير مثال سابق ،وهو خالق الكون وخالق الإنسان والحيوان ،وقد خلق من كل شيء زوجين ،فخلق حواء من آدم ،وخلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى ،إن هذا التزاوج بين الرجل المرأة مصدر الرحمة والمودة ،والأنس والسكن والنسل ،وهذا التزاوج بين الحيوانات مصدر التكاثر بينها ،وعمارة الكون ،وقد أراد الله لهذا الإنسان التكاثر ،وللحيوان التكاثر ،والقدرة كلها في يده ،والملك في يده ،وليس له مثيل أو نظير ،فهو المالك القادر ،والأوثان الأصنام لا تملك شيئا ولا تخلق شيئا ،وهو سبحانه مطلع وشاهد ،سميع بكل شيء ،بصير بكل شيء .
وقريب من ذلك المعنى قوله تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} .( الروم: 21 ) .
وقوله تعالى:{والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات ...} ( النحل: 72 ) .
قال ابن كثير:
{يذرؤكم فيه ...}
يخلقكم فيه ،أي في ذلك الخلق على هذه الصفة ،ولا يزال يذرؤكم فيه ذكورا وإناثا ،خلقا من بعد خلق ،وجيلا من بعد جيل ،ونسلا من بعد نسل ،من الناس والأنعام .
وقال البغوي:
{يذرؤكم فيه ...}
أي: في الرحم ،وقيل: في البطن ،وقيل: في هذا الوجه من الخلقة .
قال مجاهد:
نسلا بعد نسل من الناس والأنعام ،وقيل: ( في ) بمعنى الباء ،أي: يذرؤكم به .اه .
أي: يكثركم بسبب هذا التزاوج بين الذكور والإناث .
إن الحكمة العليا جعلت التزاوج بين الذكر والأنثى وسيلة لإعمار الكون والحياة والسحاب والأمطار .
قال تعالى:{ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} .( الذاريات: 49 ) .
وقال عز شأنه عن قصة نوح عليه السلام:{حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل} .( هود: 40 ) .