المفردات:
دعواهم فيها: أي: دعاؤهم فيها .
التفسير:
9{دعواهم فيها سبحانك اللهم} .
أي: يبدءون دعاءهم وثناءهم على الله بهذه الكلمة:{سبحانك اللهم} .أي: تنزيها وتقديسا لك يا الله ،أو اللهم ،إنا نسبّحك .
قال الإمام الرازي: إنه لا عبادة لأهل الجنة ،إلا أن يسبحوا الله ويحمدوه ،ويكون اشتغالهم بذلك الذكر لا على سبيل التكليف ،بل سبيل الابتهاج بذكر الله تعالى .
{وتحيتهم فيها سلام} .
وما يحيون به في الجنة لفظ السلام ،الدال على الأمن والطمأنينة والسلامة في كل مكروه ؛وهذا السلام هو تحية الله لهم .
قال تعالى:{تحيتهم يوم يلقونه سلام} .( الأحزاب: 44 ) .وهو تحية الملائكة لهم عند دخول الجنة .
قال تعالى:{وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} .( الزمر: 73 ) .
وأهل الجنة يعيشون في سلام وأمان بعيدين عن اللغو والآثام ؛قال تعالى:{لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما * إلا قيلا سلاما سلاما} .( الواقعة: 25 ، 26 ) .
{وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} .
أي: أن آخر دعائهم: أن يشكروا الله تعالى ؛على ما أنعم عليهم من نعم ظاهرة وباطنة ،ويختمون دعاءهم بالحمد لله رب العالمين .
قال ابن كثير: وفي هذا دلالة على أنه سبحانه هو المحمود أبدا ،المعبود على طول المدى ؛ولهذا حمد نفسه عند ابتداء خلقه واستمراره ،وعند ابتداء تنزيل كتابه ،حيث يقول تعالى:{الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور} .( الأنعام: 1 ) .
ويقول سبحانه:{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا} .( الكهف:1 ) .
كما نجد أن حمد الله هو آخر كلام الملائكة ؛قال تعالى:{وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين} .( الزمر: 75 ) .