المفردات:
سرابيلهم: جمع سربال ،وهو: القميص .
قطران: القطران: سائل أسود تطلى به الإبل الجربى .
تغشى وجوههم النار: تعلوها وتحيط بها .
التفسير:
{سرابيلهم من قطران ...} .
تكمل هذه الآية رسم صورة للظالمين ،فثيابهم أو قمصهم من قطران ،وهو سائل حار أسود اللون ،منتن الرائحة ،يساعد على سرعة اشتعال النار ،تطلى به الإبل الجربى ،فيحرق القطران الجرب ،كما تطلى به جلود أهل النار ،حتى يكون عليهم كالسرابيل ؛ليذوقوا أشد العذاب وأقساه ،بنار سريعة الاشتعال ،تجعل أجسامهم سوداء داكنة فيجتمع عليهم أربعة ألوان من العذاب: لذع القطران وحرقته ،وإسراع اشتعال النار في الجلود ،واللون الأسود الموحش ،ونتن الريح .
{وتغشى وجوههم النار} .
إن وجوههم تعلوها النار ،التي تلهب وجوههم وتحيط بها ،كما تحيط بأجسامهم المسربلة بالقطران وتخصيص الوجوه بالذكر ؛لكونها أعز الأعضاء الظاهرة وأشرفها .
ونظير الآية قوله تعالى:{أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} ( الزمر:24 ) ،وقوله سبحانه:{يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر} ( القمر:48 ) .
القطران والجرب
اجتمع الفرزدق وجرير والأخطل فقالوا: ليأت كل واحد منا ببيت من الشعر لا يستطيع الآخر نقضه .
فقال أولهم:
أنا القطران والشعراء جربى وفي القطران للجربى شفاء
فقال الثاني:
فإن تك زق زاملة فإني *** أنا الطاعون ليس له دواء
فقال الثالث:
أنا الموت الذي يأتي عليكم ***فليس لهارب مني نجاء