المفردات:
ربما: بضم الراء وتخفيف الباء وتشديدها ،كلمة تدل على أن ما بعدها قليل الحصول .
التفسير:
{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} .
هذا إخبار من الله تعالى عن الكفار ،بأنهم سيندمون على كفرهم حين يرون العذاب في الآخرة ،ويتمنون أن لو كانوا مسلمين .
وقد ورد في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة ،قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين ؟!قالوا: بلى ،قالوا: فما أغنى عنكم الإسلام ،وقد صرتم معنا في النار !قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها ،فسمع الله ما قالوا ؛فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا ،فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين ،فنخرج كما خرجواiii .
قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،{الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين*ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}( الحجر:2 ، 1 ) .
وقد جاءت{ربما} للتقليل على سنة العرب في نحو قولهم: ربما تندم على ما فعلت ،ولعلك تندم على ما فعلت ،لا يقصدون التقليل في نحو ذلك ،وإنما يريدون أن الندم لو كان مشكوكا فيه ،أو لو كان قليلا لحق عليك ألا تفعل هذا الفعل ،إذ العاقل يتحرز من التعرض للغم المظنون ،كما يتعرض للغم المتيقن ويبتعد عن القليل منه ،كما يبتعد عن الكثير .
والكافر يتمنى أن لو كان مسلما في مواقف عديدة:
1 إذا رأى الإسلام ينتصر والكفر ينهزم .
2 إذا رأى ملك الموت وتيقن بسوء الخاتمة .
3 إذا رأى هول الموقف ،وشاهد المسلمين يساقون إلى الجنة ،ويساق الكفار إلى النار .
4 إذا خرج المسلمون المعذبون بذنوبهم من عذاب النار وبقي الكافرون في جهنم .
قال الزجاج: إن الكافر كلما رأى حالا من أحوال العذاب ،ورأى حالا من أحوال المسلم ؛ود أن لو كان مسلما .
وقريب من هذه الآية قوله تعالى:{ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} ( الأنعام:27 ) .