/م58
59 - لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ .
أي: إن الله تعالى يدخل المقتول في سبيل الله ،والميت على فراشه ،إذا خرجا مجاهدين في سبيل الله ،يدخلهما الله جنات النعيم ،ويمتعهما فيها بالجزاء الحسن الذي يرضيهما ،ويكرمان في الجنة بالنعيم الدائم ،ويتمتعان فيها بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
والله سبحانه عليم بنية المهاجرين والمجاهدين ،فيجازيهم بحسب نيتهم ،فمن خرج مهاجرا فله الجزاء الأوفى ،سواء قتل شهيدا ،أو مات على فراشه ،ما دام راغبا في الشهادة ،فمن طلب الشهادة بحق ،أعطاه الله أجر الشهداء وإن مات على فراشه ،( فالأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ) .
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ،عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( من مات مرابطا أجري عليه الرزق ،وأمن من الفتانين ،واقرءوا إن شئتم: وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ .
وروي عن أنس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( المقتول في سبيل الله ،والمتوفى في سبيل الله بغير قتل ،هما في الأجر شريكان ) .
وروى النسائي حديثا في معناه عن العرباض بن سارية .
وقد نزلت الآيتان 58 ،59 من سورة الحج في عثمان بن مظعون وأبي سلمة بن عبد الأسد ،ماتا بالمدينة مهاجرين ،ولم يقتلا في سبيل الله ،فقال بعض المؤمنين: من قتل في سبيل الله أفضل ممن مات حتف أنفه ،فنزلت هاتان الآيتان ،تسويان بينهما ،لأن كليهما عاهد الله على الموت في سبيله ،بهجرته لنصرة دينهxl .