/م23
24 - يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
أي: لهم عذاب عظيم في يوم يظهر فيه الحق ،وتشهد الجوارح بما ارتكبت من قول أو فعل ،إذ ينطقها الله بقدرته ،فتخبر كل جارحة بما صدر منها من أفاعيل صاحبها .
ونحو الآية قوله تعالى: وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ...( فصلت: 21 ) .
روى مسلم ،والنسائي ،وابن أبي حاتم ،عن أنس بن مالك قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ،ثم قال: ( أتدرون مم أضحك ) ؟قلنا: الله ورسوله أعلم .قال: ( من مجادلة العبد ربه يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم ؟فيقول: بلى .فيقول: لا أجيز علي شاهدا إلا من نفسي ،فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا ،وبالكرام عليك شهودا ،فيختم على فيه ،ويقال لأركانه: انطقي ،فتنطق بعمله ،ثم يخلى بينه وبين الكلام ،فيقول: بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل )96 .
وقال قتادة:
ابن آدم ،والله ،إن عليك لشهودا غير متهمة من بدنك ؛فراقبهم ،واتق الله في سرك وعلانيتك ،فإنه لا يخفى عليه خافية ،الظلمة عنده ضوء ،والسر عنده علانية ،فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل ،ولا قوة إلا بالله .