3-{وهم بالآخرة هم يوقنون}
إنهم آمنوا بالآخرة وتيقنوا بها ،وهذا يزيدهم خشوعا في صلاتهم ،وإخلاصا في زكاتهم ،ويقينا بربهم ،وبالجزاء العادل يوم القيامة ،وقد أكد إيمانهم بالآخرة ،لأن هذا الإيمان وذلك اليقين هو مبعث كل نشاط حسن .
من التراث
دخل جمع من الناس على عمر بن عبد العزيز ،فوجد بينهم شابا نحيلا ،فسأله الخليفة: ما الذي أحالك إلى هذا الذبول ،قال: يا أمير المؤمنين ،أسقام وأمراض ، فقال الخليفة: بالله عليك إلا ما أصدقتني .
فقال الغلام: يا أمير المؤمنين ،ذقت حلاوة الدنيا فوجدتها مريرة ،وهان عليّ أمرها ،واستوى عندي ذهبها وحجرها ،وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ،والناس يساقون إلى الجنة أو إلى النار ،فأظمأت لذلك نهاري ،وأسهرت ليلي ،وقليل حقير ما أنا فيه ،بجنب ثواب الله وعقابه .