/م71
73-{ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} .
إن كل شيء في الكون يسير وفق ناموس ونظام وحكمة عليا ،تعلم مصالح الناس ،وتيسر لهم أسباب راحتهم وسعادتهم .
ومن رحمة الله وفضله أن جعل الليل ظلاما لينام الناس ،ويجددوا نشاطهم ،ويستقروا ويسكنوا ،وتهدأ أبدانهم ونفوسهم وأرواحهم ،ثم يعقب ذلك النهار لينشط الناس ،ويتحركوا إلى أعمالهم وأرزاقهم ،وسعيهم ونشاطهم ،وبذلك يجمع الناس بين العمل والراحة ،والسعي والنشاط ثم الهدوء والاستقرار .
{ولعلكم تشكرون} الله تعالى الذي تابع بين الليل والنهار ،وجعل أحدهما يأتي وراء الآخر ،فمن فاته عمل بالليل تداركه بالنهار ،ومن فاتته صلاة أو عبادة بالنهار تدارك التقصير بالليل .
قال تعالى:{وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أرادة أن يذكر أو أراد شكورا} [ الفرقان: 62]