{وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون} .
التفسير:
إذا أخبر الحق سبحانه خبرا تحقق ،وإذا وعد وعدا فقد صدق وإذا أخبر عن غيب وقع مصداقه واستبان للجاحدين من نور إشراقه ما يؤيد صدق القرآن وإعجازه ،وتحقق سائر ما أخبر به كذلك من ظهور الإسلام على الدين كله وزهوق الباطل وعلو الحق وجعل المستضعفين أئمة ،وإيراثهم أرض عدوهم إلى غير ذلك .
وما ألطف ما قال الزبير الكلائي ،رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ،ثم رأيت غلبة المسلمين على فارس والروم ،كل ذلك في خمس عشرة سنة ،من أواخر غلبة فارس إلى أوائل غلبة المسلمين . iv
لقد وعد الله أن ينصر رسله وأن يؤيد المؤمنين وان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ،والله تعالى لا يخلف وعده .
{ولكن أكثر الناس لا يعلمون} .
أي: بحكمته في كونه وأفعاله المحكمة ،الجارية على وفق العدل لجهلهم وعدم تفكرهم .
وقال في ظلال القرآن:
وتحقيق هذا الوعد طرف من الناموس الأكبر الذي لا يتغير .{ولكن أكثر الناس لا يعلمون} ولو بدا في الظاهر أنهم علماء وأنهم يعرفون الكثير ،ذلك أن علمهم سطحي بظواهر الحياة ولا يتعمق في سننتها الثابتة وقوانينها الأصيلة ولا يدرك نواميسها الكبرى وارتباطاتها الوثيقة اه .